ولا يكون شركًا إذا كان المرجو عنده قدرة على إعطاء هذا الشيء.
وأما الرجاء الذي هو العبادة شرعًا: فهو طلب ما عند الله بلا يأس ولا قنوط، والمطلوب كماله وغايته، فيرجو ما عند الله كمال الرجاء، وهو والحالة هذه لا يصلح إلا لله تعالى، كما قال تعالى:(وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا). فالرغب: هو رجاء ما عند الله تعالى، إذ كل فضل فهو واهبه، وكل نعمة فهو معطيها، فهو الصمد المقصود في الحوائج، وهو القيوم الذي قام بنفسه، وأقام مخلوقاته بعظيم لطفه وكرمه وإنعامه وإحسانه. وضده اليأس من روح الله والقنوط من رحمته، كما قال تعالى:(قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ).
وإذا أذنب العبد شهد رجاءه في توبته عليه، كما قال سبحانه:(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ). وإذا شهد تقصيره في حقه سبحانه وتعالى، شهد فضله وكرمه، وأن رحمته وسعت كل شيء، كما صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الرب جل شأنه قال:((سبقت رحمتي غضبي)).
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:((أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك)). ولا يحصل الرجاء إلا بأمور: