للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الأول في بيان شرك العرب في الجاهلية]

وتحته مطالب:

[المطلب الأول: من أول من روج الشرك في العرب؟ وبيان أحواله]

هناك آراء لدى العلماء في بيان كيفية حدوث الشرك في العرب، وفي بيان أول من روج الشرك في العرب، سأبين فيما يلي جميع هذه الآراء، مع الأدلة والترجيح.

القول الأول: إن حدوث الشرك هو نتيجة تقديس أحجار الحرم وتعظيمها، وذلك حين ظعن آل إسماعيل من مكة بعد أن كثروا في ديارهم، ولا يخفى أن ذلك كان في ولاية جرهم أو في أواخر ولاية العماليق، كما يتضح لمن تصفح التاريخ.

ويدل لهذا القول ما يلي:

١ - قال ابن الكلبي في كتابه الأصنام: (إن إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليه وسلم لما سكن مكة وولد له بها أولاد كثير حتى ملئوا مكة، ونفوا من كان بها من العماليق، ضاقت عليهم مكة، ووقعت بينهم الحروب والعداوات، وأخرج بعضهم بعضًا، فتفسحوا في البلاد لالتماس المعاش، وكان الذي سلخهم إلى عبادة الأوثان والحجارة: أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن إلا احتمل معه حجرًا من حجارة الحرم، تعظيمًا للحرم وصبابة بمكة، فحيثما حلوا، وضعوا وطافوا به كطوافهم بالكعبة، تيمنًا منهم بها وصبابة بالحرم وحبًا له، وهم بعد يعظمون

<<  <  ج: ص:  >  >>