المبحث الأول سدّه جميع أبواب الشرك الذي يتعلق بذات المعبود وأسمائه وصفاته وأفعاله
وفيه مطلبان:
[المطلب الأول: سده جميع أبواب شرك التعطيل]
لقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم الشرك، وحذّر منه، ونهى عنه، وبيّن أنواعه، وخطورته على الناس وعواقبه الوخيمة في الدنيا والآخرة، وذلك: لما خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من الوقوع فيه ـ كما سبق بيانه في الفصل الأول ـ كما بيّن عليه الصلاة والسلام ونهى عن كل ما يقارب الشرك أو يكون ذريعة للشرك بالله سبحانه وتعالى، حماية لجناب التوحيد، وسدًّا لجميع أبواب الشرك بكافة أنواعه.
ومن هذا الوجه نرى أنه عليه الصلاة والسلام سدّ جميع أبواب شرك التعطيل، سواء كان ذلك في أسمائه ـ سبحانه ـ أو صفاته، أو كان في أفعاله. ولعلّ من أهم الأدلة على هذا: بيان النبي صلى الله عليه وسلم توحيد الربوبية، واحتجاجه به على توحيد الألوهية، وإثارة هذه الحقيقة الكامنة في نفوس الناس كي يلبّوا نداء الفطرة والعقل في هذا الباب.
فإن الشرك في هذا النوع وإن لم يكن منتشرًا على نطاق واسع في زمانه صلى الله عليه وسلم إلا أنه بيّن ذلك ليكون نبراسًا لأمته، ولئلا يقعوا فيه، أو يواجهوا المبتلين به، فإنه قد يأتي زمان يقع بعض الأمة في مثل ذلك، كما هو الحال في زماننا الذي انتشر فيه الإلحاد وإنكار ربوبية الله عز وجل كما هو عند الشيوعيين، والوجوديين،