للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الأول ديانة العرب قبل دخول الوثنية]

العرب ـ عدنانيهم وقحطانيهم ـ لهم اتصال مباشر بالكعبة المشرفة، بل يمكن أن يقال: بأنها مركز اتصالهم، وذلك نظرًا لما يتصل معها تاريخهم الحضاري والثقافي والديني؛ فإنهم أمة قديمة، فقد كانوا بعد الطوفان وعصر نوح عليه السلام في عاد الأولى وثمود والعمالقة وطسم وجديس وأميم وجرهم وحضرموت، ومن ينتمي إليهم من العرب العاربة من أبناء سام بن نوح، وكانت الكعبة المشرفة لها اتصال وثيق بأخبارهم، وأسباب هلاكهم كما تحدثنا عنهم كتبالتاريخ.

ثم لما انقرضت تلك العصور وذهب أولئك الأمم وأبادهم الله بما شاء من قدرته، وصار هذا الجيل من آخرين ممن قرب نسبهم من حمير وكهلان وأعقابهم من التبابعة ومن إليهم من العرب الباقية من أبناء عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام، ثم لما تطاولت تلك العصور وتعاقبت وكان بنو فالغ بن شالخ بن أرفخشد بن سام أَعَالِمَ من بين ولده.

واختص الله تعالى بالنبوة منهم إبراهيم بن تارخ ـ وهو آزر بن ناحور بن ساروخ بن أرغو بن فالغ ـ، وكان من شأنه مع نمرود ما قصه القرآن ثم كان من هجرته إلى الحجاز ما هو مذكور، وتخلف ابنه إسماعيل مع أمه هاجر بالحجر قربانًا لله تعالى، ومرت بها رفقة من جرهم في تلك المفازة فخالطوها ونشأ إسماعيل بينهم، وربي في أحيائهم، وتعلم لغتهم العربية.

<<  <  ج: ص:  >  >>