وقال قتادة:(هو الكافر؛ لا يهوى شيئًا إلا ركبه لا يخاف الله).
وقال ابن كثير:(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) أي إنما يأتمر بهواه فمهما رآه حسنًا فعله، ومهما رآه قبيحًا تركه).
والمقصود: بيان أن عبادة العرب لهؤلاء المعبودات ما كانت عن دليل ولا برهان، وما كان عندهم رسوخ في العقيدة، بل هي واهية البنيان والأساس، وذلك؛ نتيجة اتباعهم الهوى تجاه معبوداتهم، فإن هذا هو مصير كل من اتبع هواه بغير هدى من الله.
ثالثاً: تعصبهم لمعبوداتهم:
سبق أن قلنا: أن العرب كانت عقيدتهم واهية البنيان غير قائمة على أسس متينة، فهذا من جهة، ولكن من جهة ثانية فإننا لا نعدم وسيلة العثور على مواقف أخرى قد تبدو متناقضة مع ما شهدناه من مواقف دالة على ضعف العقيدة ووهنها، أعني بذلك تلك المواقف الدالة على شدة تمسك الجاهلي بعقيدته، والتعصب لآلهته تعصبًا يفدي بمقتضاه بنفسه وماله وبنيه، وكل ما يملكه في الدنيا، وإلا فكيف يمكننا أن نفسر موقف أبي سفيان (قبل إسلامه) المعادي جدًا، والمتشدد لأبعد حدود التشدد، وكذلك موقف أبي لهب وغيره من سادات قريش وصناديدها، من الإسلام ومن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لهم؟ ألم يكونوا أشد الناس تعصبًا لآلهتهم المزعومة؟ ألم تقل حمنة بنت أبي سفيان