ومما ينبغي التنويه إليه في هذا المكان أن الآيات القرآنية الدالة على قبح الشرك في الربوبية وبطلانه هي الدالة أيضًا على قبح الشرك في الألوهية، والعبادة؛ وذلك لأن الألوهية مستلزمة لها.
وفيما يلي هذه المطالب مرتبًا.
[المطلب الأول: في بيان اشتمال الآيات القرآنية على دليلي الخلق والعناية الدالين على قبح الشرك]
إذا نظرنا إلى الآيات القرآنية الكونية نرى أنها تنبه على دليلي الخلق والعناية في الكون لكي يخرج الناس من ظلمات الشرك به سبحانه ويعترف العقل على قبحه، وهما دليلا الشرع، وقد يكون الدليلان معًا في الآية الواحدة، فآيات القرآن:
١ - إما أن تتضمن التنبيه على دليل الاختراع الدال على أن تعطيله عن مخترع قبيح.
٢ - وإما أن تتضمن التنبيه على دليل العناية الدالة على أن هناك خالقاً لابد من العبادة له.
٣ - وإما أن تتضمن التنبيه على الدليلين السابقين معًا.
وفيما يلي بيان هذين الدليلين:
دليل الخلق:
ويسمى دليل الإبداع أو الاختراع، وهو مبني على أصلين: