للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الأول في بيان أول شرك وقع في بني آدم والأدلة عليه]

إن مما لا خلاف فيه أن أول شرك وقع من العباد هو شرك الشيطان. قال الحافظ ابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى: (وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ):

قال ابن جريج: من يقل من الملائكة إني إله من دونه، فلم يقله إلا إبليس، دعا إلى عبادة نفسه، فنزلت هذه الآية في إبليس.

وقال قتادة: (إنما كانت هذه الآية خاصة لعدو الله إبليس، لما قال ما قال لعنه الله، وجعله رجيمًا).

وقال الضحاك في قوله تعالى: (وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ): (يعني من الملائكة إني إله من دونه، قال: ولم يقل أحد من الملائكة إلا إبليس، دعا إلى عبادة نفسه وشرع الكفر).

فهذا أول شرك وقع على الإطلاق ـ فيما أعلم ـ، ولكن متى وقع أول شرك في بني آدم؟ اختلفوا فيه على أقوال:

القول الأول: إن أول شرك في بني آدم كان من قابيل، وقد حكى الطبري في تاريخه رواية تدل عليه؛ وهي (ذكر أن قابيل لما قتل هابيل، وهرب

<<  <  ج: ص:  >  >>