للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الثاني: في بيان طبيعة الشرك لدى العرب في الجاهلية]

يبدو لمن تصفح تاريخ العرب في الجاهلية، أن الشرك فيهم كان على أشكال عدة؛ فإننا إذا تعدينا الحنفاء منهم ونظرنا إلى المشركين نجدهم على أنواع وألوان من الشرك، فبعضهم كانوا مشركين بالله في الربوبية، وبعضهم كانوا يشركون في الألوهية.

قال الشهرستاني: (اعلم أن العرب أصناف شتى؛ فمنهم معطلة، ومنهم محصلة نوع تحصيل، فمعطلة العرب؛ وهي أصناف، فصنف منهم: أنكروا الخالف والبعث والإعادة، وقالوا بالطبع المحيي والدهر المفني ... وصنف منهم أقروا بالخالق وابتداء الخلق ونوع من الإعادة، وأنكروا الرسل، وعبدوا الأصنام، وزعموا أنهم شفعاؤهم عند الله في الآخرة، وحجوا إليها ونحروا لها الهدايا وقربوا القرابين، وتقربوا إليها بالمناسك والمشاعر، وحللوا وحرموا، وهم الدهماء من العرب.

ومن العرب من يعتقد التناسخ، فيقول: إذا مات الإنسان أو قتل اجتمع دم الدماغ وأجزاء بنيته فانتصب طيرًا هامة، فيرجع إلى رأس القبر كل مائة سنة ... ومن العرب من كان يميل إلى اليهودية، ومنهم من كان يميل إلى النصرانية ... ومنهم من يصبو إلى الصابئة، ويعتقد في الأنواء اعتقاد المنجمين في السيارات ... ومنهم من يصبو إلى الملائكة، فيعبدهم، بل كانوا عبدوا الجن، ويعتقدون فيهم أنهم بنات الله).

<<  <  ج: ص:  >  >>