[المبحث الثاني: في بيان مظاهر الشرك بالله في عبادته بالأعمال القلبية مع الجوارح (شرك التقرب والنسك)]
وهذا النوع من الشرك أفراده كثيرة، لأن ما من عبادة ظاهرة إلا وله مدخل فيها، ولعل الضابط فيه:(التعظيم لغير الله بأعمال العبادات الظاهرة على وجه الذل والخضوع والحب لغير الله). فكل من الركوع والسجود والقيام والطواف والذبح والنحر والنذر والتوبة وحلق الرأس تذللاً وخضوعًا وتعبدًا وغيرها من العبادات الظاهرة، صرفها لغير الله يكون من الشرك الأكبر في العبادة.
وسأذكر فيما يلي بعض هذه الأفراد التي يكثر وقوعها في العصر الحديث في المطالب الآتية:
[المطلب الأول: في بيان شرك التقرب والنسك بالركوع والسجود والقيام وغيرها لغير الله]
الركوع والسجود والقيام والطواف وغيرها من العبادات الظاهرة لله، ففي السجود والركوع أبلغ معاني الخضوع والتذلل والانقياد، مما لا يكون إلا لله وحده لا شريك له، وقد أخبر الله تعالى بانقياد هذا الكون كله لله وحده لا شريك له، وسجوده له تعالى، فقال سبحانه: (وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ