الثاني: صدق الرغبة فيما عند الله من الثواب والنعيم.
الثالث: التسلح بصالح الأعمال، والمسابقة في الخيرات.
فلا يكون راجيًا من قصَّر في العمل، ولا من لم تصدق رغبته في الثواب، ولا من شهد كده وتعبه فيما يعمل، ولذا فقد ذم الله قارون على قوله، فيما أخبر عنه تعالى:(إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) واستحق العقوبة على ذلك.
والمقصود: أن الرجاء كالخوف يمثل نوعًا معينًا من أنواع العبادة التي تعبد الله بها عباده، كما يشكل أحيانًا جانباً مهماً من جوانب تحقيق العبودية الحقة، حيث إنه لابد حتى تتحقق لعبوديته من وجود حافز يدفع الإنسان ويحركه. فلولا الخوف والرجاء أو الرهبة والرغبة والحذر والأمل لتعطلت حركات العباد وتفتر نشاط الإنسان ولأصبح الإنسان كالتائه الذي لا يدري أين يذهب ولا ماذا يريد.
ولذا نجد أن الله قد قرن بين الخوف والرجاء في آيات كثيرة، كقوله تعالى:(أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا).