للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أساسيان وحافزان عظيمان يحركان العبد المؤمن إلى العبادة.

ففي حديث عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبيه: ((يا حصين، كم تعبد اليوم إلهًا؟ )). قال: سبعة، ستاً في الأرض وواحدًا في السماء. قال: ((فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك؟ )). قال: الذي في السماء ... الحديث. رواه الترمذي وحسنه. وهو حديث حسن.

فقد تبين من الحديث أن الرجل رغم كثرة معبوداته لابد أن يكون من بينها معبود يتقرب إليه خوفًا من عقابه ورجاء لثوابه.

ونظراً لأهمية الرجاء فقد أرشد الله عز وجل عباده الذين يرجون لقاءه إلى أقرب سبيل يمكن سلوكها لتحقيق مرضاته تعالى، فقال: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).

وقال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ). فوجههم إلى إخلاص العبادة لله وموافقة السنة في العمل.

وكذلك وعد من يرجو لقاءه خيراً، فقال: (مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ)، وأوعد من لا يرجو لقاءه فقال: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (٧) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).

<<  <  ج: ص:  >  >>