قال الشاطبي:(فإن الخوف والرجاء يسهلان الصعب، فإن الخائف من الأسد يسهل عليه تعب الفرار، والراجي لنيل مرغوبه يقصر عليه الطويل من المسافة).
ويقول ابن القيم:(الرجاء حاد يحدو القلوب إلى بلاد المحبوب، وهو الله والدار الآخرة، ويطيب لها السير ... والفرق بينه وبين التمني أن التمني يكون مع الكسل، ولا يسلك صاحبه طريق الجد والاجتهاد، والرجاء يكون مع بذل الجهد وحسن التوكل).
متى يكون الرجاء جائزاً ومتى يكون شركًا؟
هذه المسألة ربما يشكل على الناس بأن الإنسان ربما يرجو شيئًا عن الآخر فهل هذا شرك؟ وإجابةً على هذا الإشكال أقول:
لابد من التفريق بين الرجاء المتعلق بالأغراض الظاهرة والرجاء المتعلق بالأغراض الباطنة. فإن الإنسان وهو يمارس حياته العادية لابد أن تعتريه حاجات كثيرة، مثل أن يعتري صحتته بعض العلل، أو يصيب نشاطه المالي بعض الضوائق، إلى غير ذلك، فلو حصل أنه توجه بمثل هذه الحاجات إلى طبيب شرعي خبير بمرضه يرجو شفاءه على يديه، أو إلى أخ رحيم غني يرجو