ومن ينظر إلى ما يقرونه تجاه الشيوخ يجد أنهم لا يقدمون حق أحد كائناً من كان على ما سموه حق الشيوخ، فهذا أحد شيوخهم يقول:(لا تنتفع بشيخك إلا إذا كان اعتقادك فيه فوق كل اعتقاد، وهناك يجعلك في حضوره ويحفظك في مغيبه).
بل يصرح آخر بما هو أفدح من ذلك، فيقول:(طاعة المريد لشيخه فوق طاعته لربه) ـ كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبًا ـ.
فهذه عقائد القوم، ولا شك أن في القول بوجوب طاعة الشيخ طاعة عمياء إضفاء بصفة الحكم والتشريع الخاصين لله جل وعلا إلى شيوخهم وأوليائهم.
ومن مظاهر التشريعات المتعلقة بالطرق:
٣ - قولهم وجوب قطع جميع الصلات والروابط مع المشايخ والصالحين خارج الطريقة:
هذا القول مخالف لهدي القرآن والسنة، فالقرآن يأمرنا بأن نكون ـ نحن المسلمين ـ إخوة، قال تعالى:(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ). ويذكر لنا القرآن أن الولاء والبراء مردهما إلى الإيمان بالله والكفر به، وليس النسبة إلى الشيخ الفلاني، أو الطريقة الفلانية، حيث قال:(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ).
وجاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم