في الشدة والرخاء، ولا يشك أحدًا أن هذا من أنواع العبادة، فتفكر رحمك الله فيما حدث في الناس اليوم من دعاء غير الله، في الشدة والرخاء، فهذا تلحقه الشدة في البر أو البحر، فيستغيث بعبد القادر أوشمسان أو نبي من الأنبياء، أو ولي من الأولياء أن ينجيه من هذه الشدة، فيقال لهذا الجاهل: إن كنت تعرف أن الإله هو المعبود، وتعرف أن الدعاء من العبادة، فكيف تدعو مخلوقاً ميتاً، وتترك الحي القيوم الحاضر الرؤوف الرحيم القدير؟ .
ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن موضحًا أن الطلب من الأموات شرك:(إن الاستمداد بالأموات والغائبين هو الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله، فإن الاستمداد عبادة، والعبادة لا يجوز أن يصرف منها شيء لغير الله).
ومع وضوح هذه القضية فقد وقع في هذا النوع من الشرك كثير من المتصوفة والجهلة من الناس، بل هذا النوع من الشرك هو الذي يغلب على العالم الإسلامي، وقد بدأ هذا النوع من الشرك من الشيعة، وانتشر بين المتصوفة، ثم عمت العباد والبلاد على حين غفلة من العلماء والدعاء، حتى أصبح الإنكار عليه منكراً، والأمر به معروفاً، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقد ذكرنا نماذج من وقوع الناس قديمًا وحديثًا في هذا النوع من الشرك عند بيان الشرك في الربوبية بالأنداد في إثبات صفة القدرة الكاملة لغير الله لدى المتصوفة، فإن كل من أثبت لغير الله التصرف في الكون إنما يثبت ذلك كي يجوِّز النداء والدعاء لغير الله، وقد ذكرنا مجمل النصوص من المتصوفة التي تدل على جواز النداء والطلب والاستغاثة والاستعانة بغير الله ـ في اعتقادهم ـ