للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَنْ يُنِيبُ (١٣) فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).

إن مسألة الرزق من خصائص الربوبية، والمشركون كلهم معترفون بأن الرازق هو الله، وأن أصنامهم لا تملك رزقاً، واعترافهم بتفرد الله بالرزق يوجب عليهم إفراده بالألوهية والعبادة وعدم الشرك به سبحانه.

د- دليل النوائب:

ينبه الله في القرآن الكريم على أن من الدلائل العقلية على قبح الشرك أنهم لا يدعون غير الله من الأصنام والأوثان في البلاء والكرب والمصائب بل يخلصون لله بالدعاء والاستغاثة، فلو كان عندهم عقل صريح لعرفوا أن من لا قدرة له على إنقاذه من الشر لا يكون إلهاً، بل الإله هو الذي يكون قادراً على دفع الضر والشرور عن المألوه، ولا يملك هذا إلا الله سبحانه عز وجل ـ حتى باعترافهم ـ فكان مقتضى العقل الصحيح ألا يشرك به شيئًا.

قال تعالى في بيان هذه الحقيقة: (قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (٤٠) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ)، وقال تعالى: (قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٣) قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ)، وقال: (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>