هكذا يتبرأ المعبودون من عبدتهم يوم القيامة قائلين: يا ربنا، ما أمرناهم بعبادتنا ونتبرأ إليك من عبادتهم لنا، فكلنا عبيدك ولا نتخذ ولياً من دونك.
فإذا كانت هذه المعبودات الباطلةكلها تتبرأ من عابديهم ولا تجلب لهم نفعًا ولا تدفع عنهم ضرًا، فمن كان عنده مسكة من العقل هل يشرك بهم من يملك النفع والضر؟ .
هذا بالنسبة للأصنام والأوثان والملائكة والجان الذين ما أمروا عابديهم بعبادتهم، وأما الذي أمر الناس بعبادته بطاعته، فلننظر إلى حاله مع عابديه يوم القيامة؛ حيث ذكر الله هذه الصورة في سورة الرعد بقوله:(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).