للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحن نتذاكر المسيح الدجال، فقال: ((ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قال: فقلنا: بلى يا رسول الله، قال: ((الشرك الخفي ... )) الحديث.

أما كونه أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر، فلما قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: (لأن أحلف بالله كاذبًا أحب إليّ من أن أحلف بغيره صادقًا).

ووجه الاستدلال: أن الحلف بالله كاذبًا كبيرة من الكبائر، لكن الشرك أكبر من الكبائر وإن كان أصغر، وإلا لما أقدم عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ لأن يقول مثل هذا القول الذي فيه إقدام على ارتكاب الكبائر، والله أعلم.

ولأن الحلف بالله توحيد، والحلف بغيره شرك، وإن قدر الصدق في الحلف بغير الله فحسنة التوحيد أعظم من حسنة الصدق، وسيئة الكذب أسهل من سيئة الشرك، ففيه دليل على أن الشرك الأصغر أكبر من الكبائر.

ثم (إن هذا النوع من الشرك ـ الشرك الأصغر ـ يبطل ثواب العمل، وقد يعاقب عليه إذا كان العمل واجبًا، فإنه ينزِّله منزلة من لم يعمله، فيعاقب على ترك امتثال الأمر).

ثم إنه قد يكون وسيلة تؤدي بصاحبه إلى الشرك الأكبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>