قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الحديث:(فالصواب أنها فطرة الإسلام وهي الفطرة التي فطرهم عليها يوم قال: (ألست بربكم قالوا بلى)، وهي السلامة من الاعتقادات الباطلة والقبول للعقائد الصحيحة ... وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فقال:((كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ )) بيَّن أن سلامة القلب من النقص كسلامة البدن، وأن العيب حدث طارئ).
وقال ابن القيم:(فجمع عليه الصلاة والسلام بين الأمرين؛ تغيير الفطرة بالتهويد والتنصير، وتغيير الخلقة بالجدع، وهما الأمران اللذان أخبر إبليس أنه لابد أن يغيرهما، فغيَّر فطرة الله بالكفر وهو تغيير الخلقة التي خلقوا عليها، وغير الصورة بالجدع والبتك، فغير الفطرة إلى الشرك، والخلقة إلى البتك والقطع، فهذا تغيير خلقة الروح، وهذا تغيير خلقة الصورة).
ويقول كذلك:(فالقلوب مفطورة على حب إلهها وفاطرها وتأليهه، فصرف ذلك التأله والمحبة إلى غيره تغيير للفطرة).
ومن هذا يتبين لنا أن الشرك لم يكن أصلاً في بني آدم، بل كان آدم ومن جاء بعده من ذريته على التوحيد إلى أن وقع الشرك.
فإن هذه الأدلة تنص على أن بني آدم عبدوا الله فترة من الزمن، وهي عشرة