وهذا الكلام غير صحيح؛ لأن هناك من يوصف بالقدم غير الله تعالى، بل الله لا يوصف به، وإنما يخبر عنه بأنه قديم، وباب الإخبار أوسع من باب الصفات، كما قال ابن القيم:(إن ما يدخل في باب الإخبار عنه أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته ... فإنه يخبر عنه، ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا).
ولأن القديم في لغة العرب التي نزل بها القرآن: هو المتقدم على غيره، فيقال: هذا قديم، للعتيق، وهذا حديث، للجديد، ولم يستعملوا هذا الاسم إلا في المتقدم على غيره، لا فيما لم يسبقه عدم كما قال تعالى:(كالعرجون القديم)، والعرجون القديم الذي يبقى إلى حين وجود العرجون الثاني، فإذا وجد الجديد قيل للأول: قديم.
قال الحافظ:(قد سمى المعتزلة أنفسهم (أهل العدل والتوحيد) وعنوا بالتوحيد ما اعتقدوا من نفي الصفات الإلهية لاعتقادهم أن إثباتها يستلزم التشبيه، ومن شبه الله بخلقه أشرك، وهم في النفي موافقون للجهمية).