مكذوبة، من تأليف من لا دين له ولا حياء، لم يصح سندها قط، وإنما نزلت في المشركين على ظاهرها).
وقال ابن القيم:(فالنفس الواحدة وزوجها آدم وحواء، واللذان جعلا له شركاء فيما آتاهما المشركون من أولادهما، ولا يلتفت إلى غير ذلك مما قيل: إن آدم وحواء كانا لا يعيش لهما ولد ... ).
من وجوه ضعف هذا القول ما يلي:
١ - أن آدم ـ عليه السلام ـ كان أعرف بإبليس وعداوته الشديدة له، وأن اسم إبليس هو الحارث ـ لوصح ـ فكيف مع هذا يسمى ولده عبد الحارث؟
٢ - جمع الشركاء في قوله تعالى:(جَعَلا لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا) يدل على أن المتخذ شريكاً لله جماعة، في حين أن المتخذ شريكًا لله على هذا القول واحد وهو إبليس، فالتعبير بالجمع يدل على ضعف هذا القول.
٣ - أنه لم يجر لإبليس في الآية ذكر، فلو كان هو المتسبب في تسمية ـ التي أطلق عليها شرك ـ على حد هذا القول ـ لجرى له ذكر، فالمقام مقام التحذير من الانخداع بوسوسة إبليس يقتضي ذكر اسم إبليس؛ لئلا ينخدع أحد بعده.
٤ - أنه تعالى قال بعده:(أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ)، وهذا يدل على أن المقصود من هذه الآية الرد على من جعل الأصنام شركاء لله تعالى، وما جرى لإبليس اللعين في هذه الآية ذكر.