(كان من الشرك بالبشر الصالحين المعظَّمِين؛ فإنهم لما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم، ثم عَبَدوهم، فهذا أول شرك كان في بني آدم وكان في قوم نوح).
ولهذا جاء في كتاب (مجموعة التوحيد): (إن العكوف على القبور والتمسح بها وتقبيلها والدعاء عندها هو أصل الشرك وعبادة الأوثان).
كما جاء في كتاب صيحة الحق:(إن أصل عبادة الأوثان والأصنام عند جميع الأمم هو نُصُبْ وتماثيل أقاموا على قبور صالحيهم، فالعرب واليونان والرومان والمصريون والفرس والهنود والصينيون هؤلاء كانت الآلهة التي أخذوها وأوثانهم التي عكفوا على عبادتها أصلها نصب وتماثيل أقاموا على قبور صالحيهم؛ لتذكرهم بما كانوا يوصونهم به من الفضائل والخلق الكريم، فلما بعد العهد بهم خلف من بعدهم خلق نسوا ذلك الغرض، واتخذوها آلهة تعبد وتقرب إلى الله وتشفع عنده).
هكذا نسي الناس عهد الله، وخرجوا عن ملة التوحيد التي هي فطرة الله، ولم يبق في الأرض يومئذ من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا، فأرسل الله إليهم نبيه نوحًا عليه السلام يدعوهم إلى الله عزوجل، وينذرهم عقابه إن استمروا على عبادتهم لتلك الآلهة المزعومة والباطلة، وطالت دعوته لهم ومقامه بينهم، وهو لا يفتأ يدعوهم ويذكرهم بالليل والنهار، سرًا وعلانية، ولكن لم يستجب لنوح عليه السلام في ذلك المدى الطويل إلا نفر قليل من قومه، مع