(وبالجملة: فملاحدتهم هم أهل التعطيل المحض فإنهم عطلوا الشرائع وعطلوا المصنوع عن الصانع وعطلوا الصانع عن صفات كماله وعطلوا العالم عن الحق الذي خلق له وبه فعطلوه عن مبدئه ومعاده وعن فاعله وغايته ثم سرى هذا الداء منهم في الأمم وفي فرق المعطلة فكان منهم إمام المعطلين فرعون فإنه أخرج التعطيل إلى العمل وصرح به وأذن به بين قومه ودعا إليه وأنكر أن يكون لقومه إله غيره وأنكر أن يكون الله تعالى فوق سمواته على عرشه وأن يكون كلم عبده موسى تكليما وكذب موسى في ذلك وطلب من وزيره هامان أن يبني له صرحا ليطلع بزعمه إلى إله موسى عليه السلام وكذبه في ذلك فاقتدى به كل جهمي ... ).
فهذا آخر ما توصلت إليه من أخبار الشرك في فرعون وقومه، وكان مصير فرعون وقومه أن أغرقهم الله في البحر، وجعل ذلك آية للناس الذين أتوا بعدهم.
اليهود المغضوب عليهم:
أطلق هذا الاسم على أتباع التوراة وأتباع موسى عليه السلام في الشريعة ـ حسب ما يدعيه هؤلاء ـ وهم أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، دخلوا مصر في عهد يوسف بن يعقوب عليه السلام بدعوة منه، وكانوا بعد هذا على عقيدة التوحيد الذي ورثوه من آبائهم، حتى تأثروا بوثنية الأمم المجاورة لهم.
الشرك في اليهود:
فهل وجد الشرك فيهم قديمًا أم الشرك طرأ عليهم بعدما ذهب أنبياؤهم؟