من المروة، ورجع إلى قومه فبنى بيتًا على قدر البيت، ووضع الحجرين قائلاً:(هذين الصفا والمروة، فاجتزوا بهما عن الحج).
٩ - السعيدة: قيل: إنه بيت في أحد، كانت تحج إليه العرب في جاهليتها.
١٠ - بيت العزى: قيل أن بعض العرب كانوا قد حجوا إليها وطافوا بها وأهدوا لها، وخصّوها بالنذور والأموال لكونه من البيوت المعظمة.
١١ - بيت اللات: كما كانت ثقيف تعتبرها قبلة لهم، ويفهم هذا من مصالحتهم لأبرهة الأشرم لما جاء لهدم الكعبة.
فتلك بعض معبودات المشركين التي تم جمعها تحت هذا المبحث.
ونخلص مما تقدم ذكره: بأن أصل شرك العبادة إنما هو من قبيل طلب التقرب إلى الله جل شأنه بعبادة هذه المعبودات، وذلك نتيجة قياس الخالق سبحانه على المخلوق.
فإن المشركين زعموا بعقولهم الفاسدة أن ملوك الدنيا لا يتوصل إليهم إلا بالوجهاء والشفعاء والوزراء الذين يرفعون إليهم حوائج رعاياهم ويطلبون لهم عطفهم، فيكون ذلك تمهيدًا للأمر المطلوب منهم، فظن المشركون أن الله ـ تعالى ـ كذلك، وهذا سوء ظن بالله ـ جل شأنه ـ، وهو من أفسد الأقيسة في العالم، كما سيأتي بيان ذلك في الباب الرابع بمشيئة الله جل وعلا عندما نورد شرك هذه الأمة في الأنداد والعبادة، وعند بيان الشبهات لمشركي زماننا، فإن نفس هذه الشبهة موجودة برمتها لدى القبوريين من هذه الأمة.