خروج الريح القابضة لأنفس جميع المؤمنين حتى لا تبقى هذه الطائفة المنصورة والناجية على ظهر الأرض. والذي يدلّ عليه فهم الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو حيث إنه عقّب على قوله عليه الصلاة والسلام:((لا تزال عصابة ... الحديث)) بقوله: أجل، ثم يبعث الله ريحًا كريح المسك ... إلخ.
فهذا الحديث: إنما يبين التحديد الزمني لفشو الشرك في هذه الأمة حتى لا يبقى في ظهر الأرض إلا مشرك، وليس المراد منه عدم وقوع الشرك في هذه الأمة كما ظنّه بعض مدّعي العلم والمعرفة، وإلاّ يكون هذا الفهم مخالفًا للأحاديث الصحيحة الأخرى ومخالفًا للواقع.
وأما استدلاله بهذا الحديث على عدم وقوع الشرك في هذه الأمة، فليس فيه ما يدل عليه، وقد بينّا المراد من الحديث، ثم إن عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعّين كما هو معلوم لدى كل واحد من أهل العلم.