والشر إلى القدر ... )، فتبرأ ابن عمر وابن عباس وغيرهما ممن يقول بهذه المقال. ثم حدثت بدعة الإرجاء، ثم حدثت بدعة الجهم بن صفوان ببلاد المشرق فعظمت الفتنة به، فإنه نفى أن يكون لله صفة، وأورد على أهل الإسلام شكوكًا أثرت في الملة الإسلامية آثارًا قبيحة تولد منها بلاء كبير.
وفي أثناء ذلك حدث مذهب الاعتزال على يد واصل بن عطاء، كمسلك فكري، بنت هذه الفرقة مذهبها على الجدل، واستعانت في ذلك بما وجدته من منطق اليونان وفسلفتها لتعزيز آرائها، وغيّروا كثيرًا من مفاهيم العقيدة، وأصّلوا لبدعتهم أصولاً توافق عقولهم وأهواءهم.
ثم تطورت هذه المذاهب السياسية والفكرية وتشبعت حتى خرجت بعض هذه الفرق عن دائرة الإسلام، كما هو معلوم.