فأما الذين شبهوا ذات الباري بذات غيره، فسيأتي ذكرهم في شرك الأنداد، وأما الذين يشبهون صفاته بصفات المخلوقين فهم الذين وقعوا في شرك التعطيل ـ تعطيل الصفات ـ إذ إن كل مشبه معطل، فهؤلاء المشبهة كثيرون، ولعل من أوائلهم:(هشام بن الحكم الرافضي الذي شبه معبوده بالإنسان، وزعم لأجل ذلك أنه سبعة أشبار بشبر نفسه، وأنه جسم ذو حد ونهاية).
وتبعه (هشام بن سالم الجواليقي الذي زعم أن معبوده على صورة الإنسان، وأن نصفه الأعلى مجوف، ونصفه الأسفل مصمت، وأن له شعرة سوداء وقلبًا ينبع منه الحكمة). تعالى الله عن هذه المقولات القبيحة علوًا كبيرًا.
وتبعهما الغالية من الرافضة في التشبيه. كما تأثر بهما جماعة من المعتزلة، وجماعة من المنتسبين إلى أهل السنة.
وبعد ظهور شرك تعطيل الصفات بزمن يسير ظهر في الساحة شرك وحدة الوجود، وهو شرك تعطيل معاملة الله سبحانه عما يجب على العبد من حقيقة التوحيد، قال ابن القيم: (ومن هذا شرك أهل وحدة الوجود الذين يقولون: ما