للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن يكون خالقاً مدبرًا، ودلت على توحيد الأسماء والصفات؛ لأن فاقد الأسماء الحسنى وصفات الكمال غير كامل ولا يصلح مَنْ هذا حاله، أن يكون إلهًا خالقًا.

ولمزيد من التفصيل في هذا الباب أذكر هنا فروقًا بين نوعي التوحيد فأقول: إن بينهما فروقاً من عدة اعتبارات:

١ - الاختلاف في الاشتقاق: فالربوبية مشتقة من اسم الله (رب) والألوهية مشتقة من لفظ (الإله).

٢ - أن متعلق الربوبية الأمور الكونية: كالخلق والرزق، والإحياء والإماتة ونحوها، ومتعلق توحيد الألوهية: الأوامر والنواهي: من الواجب، والمحرم، والمكروه.

٣ - أن توحيد الربوبية قد أقر به المشركون غالباً، وأما توحيد الألوهية فقد رفضوه وذكر الله ذلك في كتابه: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) وقال عز وجل: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ).

٤ - أن توحيد الربوبية مدلوله علمي، وأما توحيد الألوهية فمدلوله عملي.

٥ - أن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية، بمعنى أن توحيد الألوهية خارج عن مدلول توحيد الربوبية، لكن لا يتحقق توحيد الربوبية إلا بتوحيد الألوهية، وأن توحيد الألوهية متضمن توحيد الربوبية، بمعنى أن توحيد الربوبية جزء من معنى توحيد الألوهية.

<<  <  ج: ص:  >  >>