للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رُوي أن موسى - عليه السلام - لمَّا كلَّمَهُ الله ـ تعالى ـ، سَمِعَ الكلامَ من سائرِ الجِهَات، ولَمْ يَسمَعْهُ مِنْ جِهةٍ وَاحدة، فعُلِمَ بذلك أنه كلام الله ـ تعالى ـ.

وإذا ثبتَ هذا، لم يَجُزْ أنْ يُوصَفَ ـ تعالى ـ بأنَّهُ يَحِلُّ مَوضِعَاً، أو يَنزِلُ مكاناً، كما لا يُوصَف بأنَّه جَوهَرٌ، ولا عَرضٌ، ولا يُوصَفُ كلامُه بحَرْفٍ ولا صَوتٍ، خلافاً للحنابلة الحشوية، بلْ هُو صفةٌ قائمةٌ بذاتِهِ ـ تعالى ـ، يُوصفُ بها، فينْتَفِي عنه بها آفاتِ الخُرْسِ والبُكْمِ، وما لا يَليقُ بجلاله وكماله، ولا تَقبَلُ الانفِصَال والفِرَاق بالانتقال إلى القلوب والأوراق.

وأما الإفهَامُ والإسماعُ، فيجوز أن يكونَ في مَوضِعٍ دُونَ مَوضِع، ومكانٍ دُون مكان، وحيث لم يقع إحاطةٌ ولا إدراكٌ بالوقوفِ على كُنْهِ ذاته، قال تعالى: ... {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى: ١١) وأما الهاءُ في قوله ـ تعالى ـ: «يا موسى إنه». فهو عِمادٌ، وليس بكِنَاية].

وفي (٣/ ٣٣٦) نقل عن أبي علي الدقاق وفيه تأويلٌ صفة (المحبة).

وفي (٣/ ٤١٩) نقل عن الماوردي، وغيره، وعياض: تأويل صفة ... (اليمين).

<<  <   >  >>