للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بني إسرائيل فأوحى الله تعالى إليه وأيده، فآمنت به بنو إسرائيل وكانوا يعظمونه، وحكم الله تعالى فيهم قائم إلى أن فارقهم اليسع.

روى السري بن يحيى عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: الياس والخضر يصومان رمضان ببيت المقدس ويوافيان موسم الحج في كل عام، وقيل: إن الياس موكل بالفيافي والخضر موكل بالبحار فذلك قوله تعالى {وإن إلياس لمن المرسلين} .

{إذ} أي: اذكر يا أفضل الخلق إذ {قال لقومه ألا تتقون} أي: ألا تخافون الله.

ولما خوفهم على سبيل الإجمال ذكر ما هو السبب لذلك التخويف بقوله تعالى:

{أتدعون بعلاً} اسم لصنم لهم من ذهب وبه سميت البلد أيضاً مضافاً إلى بك أي: أتعبدونه أو تطلبون الخير منه، وقيل: البعل الرب بلغة اليمن سمع ابن عباس رجلاً منهم ينشد ضالة فقال آخر: أنا بعلها فقال: الله أكبر وتلا الآية، ويقال: من بعل هذه الدار أي: من ربها، وسمي الزوج بعلاً لهذا المعنى قال الله تعالى {وبعولتهن أحق بردهن} (البقرة: ٢٢٨)

وقالت امرأة إبراهيم {وهذا بعلي شيخاً} والمعنى: أتدعون بعض البعول {وتذرون} أي: وتتركون {أحسن الخالقين} فلا تعبدونه، وقرأ ابن ذكوان بهمزة الوصل من إلياس في الوصل فإن ابتدأ بها ابتدأ بفتحها، والباقون بهمزة مكسورة وصلاً وابتداء وقوله تعالى:

{الله ربكم ورب آبائكم الأولين} قرأه حفص وحمزة والكسائي بنصب الهاء من الاسم الكريم ونصب الباء الموحدة من ربكم ورب وذلك إما على المدح أو البدل أو البيان إن قلنا إن إضافة أفعل إضافة محضة، والباقون بالرفع في الثلاثة وذلك إما على خبر مبتدأ مضمر أي: هو الله وعلى أن الجلالة مبتدأ وما بعده الخبر.

أي: في العذاب وإنما أطلقه اكتفاء بالقرينة أو لأن الإحضار المطلق مخصوص بالشر عرفاً وقوله تعالى:

[إلا عباد الله المخلصين] أي: المؤمنين مستثنى من فاعل فكذبوه، وفيه دلالة على أن في قومه من لم يكذبه، فلذلك استثنوا ولا يجوز أن يكونوا مستثنين من ضمير لمحضرون لفساد المعنى؛ لأنه يلزم أن يكونوا مندرجين فيمن كذب لكنهم لم يحضروا لكونهم عباد الله المخلصين وهو بين الفساد لا يقال: هو مستثنى منه استثناء منقطعاً؛ لأنه يصير المعنى: لكن عباد الله المخلصين من غير هؤلاء لم يحضروا، ولا حاجة إلى هذا إذ به يفسد نظم الكلام وتقدم الكلام على قراءة المخلصين في أول السورة.

{وتركنا عليه في الآخرين} ثناء حسناً.

{سلام} أي: منا، وقوله تعالى: {على إل ياسين} قرأه نافع وابن عامر بفتح الهمزة ممدودة وكسر اللام وقطعها عن الياء كما رسمت أي: أهله والمراد به إلياس، والباقون بكسر الهمزة وسكون اللام وهي مقطوعة عن الياء قيل: هو إلياس المتقدم، وقيل: هو ومن آمن معه فجمعوا معه تغليباً كقولهم للمهلب وقومه: المهلبون، وقيل: هو محمد صلى الله عليه وسلم أو القرآن أو غيره من كتب الله تعالى، قال البيضاوي: والكل لا يناسب نظم سائر القصص ولا قوله تعالى:

{إنا كذلك نجزي المحسنين} أي: كما جزيناه.

{إنه من عبادنا المؤمنين} إذ الظاهر أن الضمير لإلياس.

القصة الخامسة قصة لوط عليه السلام المذكورة في قوله تعالى:

{وإن لوطاً لمن المرسلين} {إذ} أي: واذكر إذ {نجيناه وأهله أجمعين} {إلا عجوزاً في الغابرين} أي: الباقين في العذاب.

{ثم دمرنا} أي: أهلكنا {الآخرين} أي: كفار قومه.

<<  <  ج: ص:  >  >>