إلا قوله تعالى:{قل أرأيتم إن كان من عند الله} الآية وإلا {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} الآية وإلا {ووصينا الإنسان بوالديه} الثلاث آيات، وهي خمس وثلاثون آية وستمائة وأربع وأربعون كلمة، وألفان وخمسمائة وخمسة وتسعون حرفاً.
{بسم الله} الذي لا يذل من والى ولا يعز من عادى. {الرحمن} الذي سبقت رحمته غضبه {الرحيم} الذي خص حزبه بعمل الأبرار للفوز في دار القرار، وتقدّم الكلام على قوله تعالى:
{حم} مراراً، وقرأ ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي بإمالة الحاء محضة، وقرأ ورش وأبو عمرو بإمالتها بين بين وفتحها الباقون. وقيل: المراد بحم حكمة محمد صلى الله عليه وسلم التي هي النهاية في الصواب والسداد أحكمها الذي أحاطت قدرته فهو لا يخلف الميعاد.
وقوله تعالى:
{تنزيل الكتاب} أي الجامع لجميع الخيرات بالتدريج على حسب المصالح {من الله} أي الجبار المتكبر المختص بصفات الكمال {العزيز} في ملكه {الحكيم} في صنعه لأنه لم يفعل شيئاً إلا في أوفق محاله وأنه الخالق للخير والشرّ وأنه يعز أولياءه ويذل أعداءه.
{ما خلقنا} أي؛ على مالنا من العظمة الموجبة للتفرّد بالكبرياء {السموات والأرض} على ما فيهما من الآيات {وما بينهما إلا} خلقاً ملتبساً {بالحق} أي: الأمر الثابت من القدرة التامة والتصرّف المطلق ليدل على قدرتنا ووحدانيتنا {وأجل} أي وبتقدير أجل {مسمى} ينتهي إليه وهو يوم القيامة.
{والذين كفروا عما أنذروا} أي: خوفوا به من القرآن من هول ذلك اليوم الذي لا بدّ لكل خلق من انتهائه إليه {معرضون} أي لا يؤمنون به ولا يهتمون للاستعداد له.
ثم قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم
{قل} أي: لهؤلاء المعرّضين أنفسهم لغاية الخطوب منكراً عليهم تبكيتاً وتوبيخاً