همزة، أي: بواو ساكنة، وهما لغتان. يقال: أصدت الباب وأوصدته إذا أغلقته وأطبقته، وقيل: معنى المهموز المطبقة، وغير المهموز المغلقة. وإذا وقف حمزة أبدل على أصله. وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سورة لا أقسم بهذا البلد أعطاه الله الأمان من غضبه يوم القيامة» حديث موضوع.
سورة الشمس مكية
وهي خمس عشرة آية وأربع وخمسون كلمةومائتان وسبعة وأربعون حرفاً
{بسم الله} الذي له الأسماء الحسنى {الرحمن} الذي يعلم السرّ وأخفى {الرحيم} الذي خص خواصه بالفردوس الأعلى.
وقوله تعالى: {والشمس} ، أي: الجامعة بين النفع والضرّ، بالنور والحرّ {وضحاها} قسم وقد تقدّم الكلام على أن الله تعالى يقسم بما شاء من مخلوقاته وقيل: التقدير ورب الشمس إلى تمام القسم. واختلف في قوله تعالى: {وضحاها} فقال مجاهد والكلبي: ضوءها وقال قتادة: هو النهار كله. وقال مقاتل: هو حرّها، وقال لقوله تعالى في طه: {ولا تضحى} (طه: ١١٩) ، أي: لا يؤذيك الحرّ. وقال البريدي: انبساطها. قال الرازي: إنما أقسم بالشمس لكثرة ما يتعلق بها من المصالح، فإن أهل العالم كانوا كالأموات في الليل، فلما ظهر الصبح في المشرق صار ذلك الضوء كالروح الذي تنفخ فيه الحياة فصارت الأموات أحياء، ولا تزال تلك الحياة في القوّة والزيادة إلى غاية كمالها وقت الضحوة، وذلك يشبه استقرار أهل الجنة.
{والقمر} ، أي: المكتسب من نورها كما أن أنوار النفوس من أنوار العقول {إذا تلاها} ، أي: تبعها، وذلك إذا سقطت رؤى الهلال. قال الليث: يقال تلوت فلاناً إذا اتبعته. وقال ابن زيد: إذا غربت الشمس في النصف الأول من الشهر تلاها القمر بالطلوع وفي آخر الشهر يتلوها بالغروب. وقال الفرّاء: تلاها، أي: أخذ منها يعني أن القمر يأخذ من ضوء الشمس. وقال الزجاج: تلاها، أي: حين استوى ودار وكان مثلها في الضياء والنور وذلك في الليالي البيض.
{والنهار} ، أي: الذي هو محل الانتشار فيما جرت به الأقدار {إذا جلاها} ، أي: الشمس بارتفاعه لأن الشمس تنجلي في ذلك الوقت تمام الانجلاء وقيل: الضمير للظلمة أو للدنيا أو للأرض وإن لم يجر لها ذكر، كقولهم: أصبحت باردة يريدون الغداة، وأرسلت يريدون السماء.
{والليل} ، أي: الذي هو ضدّ النهار فهو محل السكون والانقباض {إذا يغشاها} ، أي: يغطيها بظلمته فتغيب وتظلم الآفاق وقيل: الكتابة للأرض، أي: يغشى الدنيا بالظلمة فتظلم الآفاق فالكناية ترجع إلى غير مذكور، وجيء يغشاها مضارعاً دون ما قبله وما بعده مراعاة للفواصل؛ إذ لو أتى به ماضياً لكان التركيب إذا غشيها فتفوت المناسبة اللفظية بين الفواصل والمقاطع.
تنبيه: إذا في الثلاثة لمجرّد الظرفية والعامل فيها فعل القسم.
{والسماء وما} ، أي: ومن {بناها} ، أي: خلقها على هذا السقف المحكم. أقسم تعالى بنفسه وبأعظم مخلوقاته.
وقوله تعالى: {والأرض} ، أي: التي هي فراشكم {وما} ، أي: ومن {طحاها} ، أي: بسطها وسطحها على الماء كذلك.
وكذا قوله تعالى: {ونفس} ، أي: أي نفس جمع فيها سبحانه العالم بأسره {وما} ، أي: ومن {سوّاها} ، أي: عدلها على هذا القانون الأحكم في أعضائها، وما فيها من