{طه} (طه: ١)
و {طس} (النمل: ١)
و {حم} (غافر: ١)
ووقع بثلاثة أمور كما في قوله تعالى: {والصافات، فالزاجرات، فالتاليات} (الصافات: ١ ـ ٣)
وقوله تعالى: {والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود} (البروج: ١ ـ ٣)
بثلاثة أحرف كما في قوله تعالى: {ألم} (البقرة: ١)
و {طسم} (الشعراء: ١)
{الر} (يونس: ١)
ووقع بأربعة أمور كما في قوله تعالى: {والذاريات فالحاملات فالجاريات فالمقسمات} (الذاريات: ٤)
وفي قوله تعالى: {والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين} (التين: ١ ـ ٣)
وبأربعة أحرف كما في قوله تعالى: {المص} (الأعراف: ١)
و {المر} (الرعد: ١)
ووقع بخمسة أمور كما في قوله تعالى: {والطور وكتاب مسطور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور} (الطور: ١ ـ ٦)
وفي قوله تعالى: {والمرسلات فالعاصفات والناشرات فالفارقات فالملقيات} (المرسلات: ١ ـ ٥)
وفي النازعات وفي الفجر وبخمسة أحرف كما في قوله تعالى: {كهيعص} (مريم: ١)
و {حم عسق} (الشورى: ١ ـ ٢)
ولم يقسم بأكثر من خمسة أشياء إلا في سورة واحدة وهي {والشمس وضحاها} (الشمس: ١)
ولما أقسم بالأشياء المعهودة ذكر حرف القسم وهو الواو فقال: {والطور والنجم والشمس} وعند القسم بالحروف لم يذكر حرف القسم فلم يقل وحم وق لأن القسم لما كان بنفس الحروف كان الحرف مقسماً به فلم يورده في موضع كونه آلة القسم تسوية بين الحرف وغيره ولم يدخل القسم بالحروف في أثناء السورة لأنه يخل بالنظم.
وقوله تعالى:
{والقرآن} أي: الكتاب الجامع الفارق {المجيد} أي: الذي له العلوّ والشرف والكرم والعظمة على كل كلام قسم وفي جوابه أوجه.
أحدها: قوله تعالى {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} ثانيها {ما يبدل القول لديّ} ثالثها: {ما يلفظ من قول} رابعها {إنّ في ذلك لذكرى} خامسها {بل عجبوا} وهو قول كوفيّ قالوا لأنّ معناه قد عجبوا. سادسها: أنه محذوف قدّره الزجاج والمبرد والأخفش لتبعثنّ وغيرهم لقد جاءكم منذر وقدره الجلال المحلي بقوله ما آمن كفار مكة بمحمد صلى الله عليه وسلم
تنبيه: جوابات القسم سبعة أنّ المشدّدة كقوله تعالى: {والعصر إنّ الإنسان لفي خسر} (العصر: ١ ـ ٢)
وما النافية كقوله تعالى: {والضحى والليل إذا سجى ما ودّعك ربك} (الضحى: ١ ـ ٣)
واللام المفتوحة كقوله تعالى: {فو ربك لنسألنهم أجمعين} (الحجر: ٩٢)
وإن الخفيفة كقوله تعالى {تالله إن كنا لفي ضلال مبين} (الشعراء: ٩٧)
ولا النافية كقوله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت} (النحل: ٣٨)
وقد كقوله تعالى {والشمس وضحاها} (الشمس: ١)
{قد أفلح من زكاها} (الشمس: ٩)
وبل كقوله تعالى {والقرآن المجيد} بل أي أنّ تكذيبهم ليس لإنكار شيء من مجدك ولا إنكار صدقك.
{بل} لأنهم {عجبوا} أي: الكفار وأضمرهم قبل الذكر إشارة إلى أنه إذا ذكر شيء خارج عن سنن الاستقامة انصرف إليهم العجب تغير النفس لأمر خارج عن العادة {إن جاءهم منذر منهم} أي: رسول من أنفسهم يخوّفهم بالنار بعد البعث واقتصر على الإنذار لأنّ المقام لتخويف من قدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو منّ عليه بإسلام أو غيره ولتخويف من أنكر البعث والعجب منهم هو العجب لأنّ العادة عندهم وعند جميع الناس أنه إذا كان لنذير منهم لم يداخلهم في إنذاره شك بوجه من الوجوه وهؤلاء خالفوا عادة الناس في تعجبهم من كون النذير وهو أحدهم خص بالرسالة دونهم ولم يدركوا وجه الخصوصية لكونه مثلهم فلذلك أنكروا رسالته وفضل كتابه بألسنتهم تعانداً وحسداً لأنهم كانوا معترفين بخصائصه التي رفعه الله تعالى بها عليهم قبل الرسالة فحطهم عجبهم ذلك إلى الحضيض من دركات السفه