للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عرض له رجل، فقال: يا بن عمر؛ ما سمعت رسول الله يقول في النجوى؟ قال [١]: سمعت رسول الله يقول: "يدنو المؤمن من ربه ﷿ حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه، فيقول له [٢]: هل تعرف كذا؟ فيقول: رب أعرف (*) -مرتين- حتى إذا بلغ به [٣] ما شاء الله أن يبلغ قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا [٤] أغفرها لك اليوم. قال: فيعطى صحيفة حسناته -أو كتابه- بيمينه، وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رءوس الأشهاد: ﴿هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾.

وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وغيرهما (١٧٥٣) من طرق متعددة عن قتادة به.

وقال ابن أبي حاتم (١٧٥٤): حدَّثنا أبي، حدَّثنا سليمان بن حرب، حدَّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أمية، قالت: سألت عائشة عن هذه الآية ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ﴾ فقالت: ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله عنها، فقال: هذه مبايعة الله العبد وما يصيبه من الحمَّى والنكبة والبضاعة يضعها في يد كمه فيفتقدها [٥] فيفزع لها ثم يجدها في ضِبْنِه (**) [٦]، حتى إن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر [من الكبِر] [٧].

وكذا رواه الترمذي وابن جرير من طريق حماد بن سلمة، به (١٧٥٥). وقال الترمذي: غريب [٨] لا نعرفه إلا من حديثه.

(قلت): وشيخه علي بن زيد بن جُدْعان ضعيف يغرب في رواياته، وهو يروي هذا الحديث عن امرأة أبيه، أم محمد أمية بنت عبد الله، عن عائشة، وليس لها عنها في الكتب سواه.

﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ


(١٧٥٣) - صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن حديث (٤٦٨٥)، وصحيح مسلم، كتاب التوبة حديث (٢٧٦٨).
(١٧٥٤) - زيادة من تفسير الطبري (٦/ ١١٧) (٦٤٩٥)، وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد.
(١٧٥٥) - سنن الترمذي، كتاب تفسير القرآن حديث (٢٩٩١).