لعل بعض من ينظر إلى هذا العنوان يلحق سيئ الظن بنا، ويرى أنَّا عمدنا للطعن على من تقدمنا، وإظهار العيب في علماء سلفنا. ومعاذ الله من هذا!!. وأنى يكون ذلك، وبهم ذُكرنا، وبشعاع ضيائهم تبصرنا، وباقتفائنا واضح رسومهم تميزنا، وبسلوك سبيلهم عن المنهج تحيزنا.
وما مثلهم ومثلنا إلا ما قال أبو عمرو بن العلاء: ما نحن فيمن مضى إلا كَبَقْلٍ في أصول نَخْلٍ طوال.
لكن لما جعل الله تعالى في الخلق أعلامًا، ونصب لكل قوم إمامًا، لزم المهتدين بمبين أنوارهم، والقائمين بالحق في اقتفاء آثارهم ممن رزق البحث والفهم، وإنعام النظر في العلم -ونسأل الله ﷿ أن نكون كذلك- بيان ما أهملوا، وتسديد ما أغفلوا إذ لم يكونوا معصومين من الزلل، ولا آمنين مغ مقارفة الخطأ والخطل، وذلك حق العالم على المتعلم، وواجب على التالي للمتقدم [١].
ومن هذا المبدأ استخرنا الله تعالى في كتابة مثل هذا العنصر في المقدمة، فرأينا أهميته لا سيما وأن الكتاب متداول بين عوام المسلمين قبل طلبة العلم منهم، وقد وقع فيه أغلاط وتصحيفات كثيرة نكتفي بذكر أمثلة منها هنا، والباقي تراه في حاشية الكتاب. لكن مما ينبغي التنبيه عليه، قبل ذكر هذه الأمثلة أن نقول: إن بعض الأغلاط والتصحيفات التي تم تعقيبها أو تقويمها، أعظمنا أن تكون غابت عن الحافظ ابن كثير، وأكثرنا جوازها عليه، وجوزنا أن يكون ذلك تصحيفًا أو تحريفًا من الناسخ؛ مع أنه لا يعرى بشر من السهو والغلط فسبحان من لا تأخذه سنة ولا نوم.
وقد فسمنا هذه الأوهام بحسب ما وقع لنا إلى أربعة أقسام وهي:
أولًا:(١) - الخطأ في العزو.
مثاله: ألّا يكون الحديث في الصحيحين أو في أحدهما، ومع هذا تراه يعزوه إليهما أو إلى واحد منها أو يكون فيهما أو في أحدهما لكنه من طريق غير الطريق الذي عزاه المصنف إليهما أو إلى أحدهما.
ومن ذلك:
١ - أنه ذكر حديثًا - (سورة آل عمران / آية رقم ١٨٥) - من رواية ابن أبي حاتم في تفسيره بإسناده إلى أبي هريرة مرفوعًا: "موضع سوط في الجنة خير من