للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[تفسير] سورة الفجر [وهي مكية]]

قال النسائي (١): أخبرنا عبد الوهاب بن الحكم، أخبرني يحيى بن سعيد، عن سليمان، عن [١] محارب بن دثار وأبي صالح، عن جابر؛ قال: صلى معاذ صلاة، فجاء رجل فصلى معه فطول، فصلى في ناحية المسجد ثم انصرف، فبلغ ذلك معاذًا [٢] فقال: منافق. فذكر ذلك لرسول الله فسأل [٣] الفتى، فقال: يا رسول اللَّه؛ [جئت أصلي معه فطول] [٤] عليَّ، فانصرفت وصليت في ناحية المسجد، فعلفت ناضحي. فقال رسول الله : "أفتان [٥] يا معاذ؟ أين أنت من ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ - و ﴿الشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ و ﴿الْفَجْرِ﴾ - و ﴿اللَّيلِ إِذَا يَغْشَى﴾ ".

بِسم الله الرحمان الرحيم

﴿وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣) وَاللَّيلِ إِذَا يَسْرِ (٤) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (٥) أَلَمْ تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (٧) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (٨) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (٩) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (١٠) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (١١) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (١٢) فَصَبَّ عَلَيهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (١٣) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (١٤)

أما الفجر فمعروف، وهو الصبح. قاله علي وابن عباس [٦]، ومجاهد، وعكرمة، والسدي.

وعن مسروق، ومجاهد، ومحمد بن كعب: المراد به فجر يوم النحر خاصة، وهو خاتمة الليالي العشر.

وقيل المراد بذلك الصلاة التي تفعل عندهم، كما قاله عكرمة.


(١) أخرجه النسائي في الكبرى في كتاب: التفسير، باب: و"الشفع"، حديث (١١٦٧٣) (٦/ ٥١٥).