للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (٣٢)

قال الإمام أحمد (٣٤٦): حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: قالت أم سلمة: يا رسول الله، يغزو الرجال ولا نغزو ولنا نصف الميراث، فأنزل الله: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾.

ورواه التِّرمذيُّ (٣٤٧) عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أم سلمة، أنَّها قالت: قلت: يا رسول الله، فذكره. وقال: غريب (*).

ورواه بعضهم (٣٤٨) عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: أن أم سلمة قالت: [يا رسول الله.


(٣٤٦) - " المسند" (٦/ ٣٢٢) وسفيان هو ابن عيينة، وعنه أيضاً أخرجه عبد الرَّزاق في تفسيره (١/ ١٥٦) ومن طريق عبد الرَّزاق ابن جرير في تفسيره (٨/ ٩٢٤١)، وأخرجه ابن جرير أيضاً (٩٢٣٦) من طريق مؤمل، والطبراني في "المعجم الكبير" (٢٣/ ٦٠٩) من طريق ابن كثير كلاهما عن سفيان -ويحتمل أن يكون ابن عيينة أو الثوري- به، وأخرجه ابن جرير أيضاً (٩٢٣٧) من طريق معاوية بن هشام، وابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٥٢٢٤) من طريق يعلى بن عبيد كلاهما عن سفيان الثوري به. وظاهر هذه الرواية الإرسال؛ لأنَّ معناها أن مجاهدًا يحكي من قبل نفسه ما قالته أم سلمة للنَّبيِّ فيكون مرسلاً لأنَّه لم يدرك ذلك، وجاء برواية أخرى تحتمل الاتصال وهي الآتية.
(٣٤٧) - " الجامع" للترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة النساء (٣٠٢٢) وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٣٠٥، ٣٠٦) من طريق قبيصة، ثنا سفيان به، وقال: "حديثٌ صحيحٌ الإسناد على شرط الشيخين إن كان سمع مجاهد عن أم سلمة" ثم جزم بعد ذلك بسماع مجاهد عن أم سلمة فأخرجه (٢/ ٤١٦) من طريق الحسين بن حفص، ثنا سفيان بن سعيد به، وقال الحاكم: "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذَّهبيُّ، لكن قال الترمذي: "هذا حديث مرسل"، وتعقبه الشَّيخ شاكر في حاشية تفسير ابن جرير (٨/ ٢٦٣) - بأنه "جَزْمٌ بلا دليل، ومجاهد أدرك أم سلمة يقيناً وعاصرها، فإنَّه ولد سنة ٢١، وأم سلمة ماتت بعد سنة ٦٠ على اليقين، والمعاصرة -من الراوي الثقة- تحمل على الاتصال إلَّا أن يكون الراوى مدلسًا، ولم يزعم أحدٌ أن مجاهدًا مدلس، إلَّا كلمة قالها القطب الحلبي في شرح البُخاريّ، حكاها عنه الحافظ في "التهذيب" ثم عقب عليها بقوله: "ولم أر من نسبه إلى التدليس" فثبت عندنا اتصال الحديث وصحته والحمد لله" والخبر زاد نسبته السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٢٦٦) إلى عبد بن حميد، وسعيد بن منصور، وابن المنذر.
(٣٤٨) - أخرجه من هذا الوجه إسحاق بن راهوية في مسنده (٤/ رقم ١٨٧٠) أخبرنا سفيان -وهو ابن عيينة- عن ابن أبي نجيح به.