قال الطبراني (١): حدثنا محمد بن هارون بن محمد بن بكار الدمشقي، حدثنا العباس بن الوليد الخلال، حدثنا الوليد بن الوليد، حدثنا ابن [١] ثوبان، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عَمرو ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "ما من مولود يولد إلا مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من سورة التغابن". أورده ابن عساكر في ترجمة الوليد بن صالح، وهو غريب جدًّا، بل منكر.
هذه السورة هي آخر المسبحات، وقد تقدم الكلام على تسبيح المخلوقات لبادئها ومالكها، ولهذا قال: ﴿لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ﴾، أي: هو المتصرف في جميع الكائنات، المحمود علي جميع ما يخلقه ويقدره. [وقوله: ﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ﴾ أي: مهما أراد كان بلا ممانع ولا مدافع وما لم يشأ لم يكن][٢]. وقوله: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ﴾، أي: هو الخالق لكم على هذه الصفة، وأراد منكم ذلك، فلا بد من وجود مؤمن وكافر، وهو البصير بمن يستحق الهداية ممن يستحق الإِضلال، وهو شهيد علي أعمال عباده، وسيجزيهم بها أتم الجزاء. ولهذا قال: ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾.
(١) الوليد بن الوليد: قال ابن حبان: يروي عن ابن ثوبان العجائب. قال: وقد روى عن ابن ثوبان، عن عمرو بن دينار نسخة أكثرها مقلوبة، يطول الكتاب بذكرها، لا يجوز الاحتجاج به فيما يروي. وقال الدارقطني: متروك. والحديث أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق الطبراني لهذا الإسناد (١٧/ ٨٣١ - مخطوط). وأخرجه ابن حبان في الضعفاء (٣/ ٨١)، وعنده" … خمس آيات من فاتحة سورة التغابن". وعزاه السيوطي في الدر (٦/ ٣٤٢) لابن مردويه. =