للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[تفسير] سورة العاديات [وهي مكية]]

﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (١) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (٢) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (٤) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (٥) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيرِ لَشَدِيدٌ (٨) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (١٠) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١)

يقسم تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيله فعدت وضبحت، وهو: الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو. ﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا﴾، يعني: اصطكاك نعالها بالصخر [١] فتقدح منه النار.

﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا﴾، يعني الإِغارة وقت الصباح، كما كان رسول الله يغير صباحًا، ويتسمع أذانًا، فإن سمع وإلا أغار.

﴿فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا﴾ يعني: غبارًا في معترك الخيول.

﴿فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا﴾، أي: توسطن ذلك المكان كلهن جمع.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا عبدة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الله: ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا﴾، قال: الإِبل.

وقال علي: هي الإِبل. وقال ابن عباس: هي الخيل. فبلغ عليًّا قول ابن عباس، فقال: ما كانت لنا خيل يوم بدر. قال ابن عباس: إنما كان ذلك في سرية بعثت.

قال ابن أبي حاتم وابن جرير (١): حدثنا يونس، أخبرنا ابن وهب، أخبرني أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس حدثه؛ قال: بينا أنا في الحجر جالسًا، إذ [٢] جاءني رجل فسألني عن: ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا﴾، فقلت له: الخيل حين تغير


(١) تفسير الطبري (٣٠/ ٢٧٢ - ٢٧٣).