ومن جانب آخر يتبين لنا مدى أهمية تفسير ابن كثير المتحرر من تلك الروايات التي لا تستند إلى دليل عقلي صحيح، أو نقلي صريح. ومن جهة ثالثة يظهر لنا ثقل المسئولية الملقاة على كاهل العلماء والهيئات العلمية لتحرير كتب التفسير والحديث من تلك الروايات الإسرائيلية الباطلة.
ونشير ها هنا إلى مواضع متفرقة من نقد ابن كثير للمرويات التي ينقلها عن الكتب الخمسة التي هي أهم الكتب التي نقل عنها:
١ - : فعن الطبري: نقد ما روى من إسرائليات في تفسير الآية (٧٤) من سورة الأنعام، والآية (٨٥) من سورة الإسراء، والآية (٩٣) من سورة الكهف.
٢ - وعن تفسير ابن أبي حاتم نقد مروايات تفسير الآية (١٩٠) من سورة الأعراف.
٣ - وعن تفسير عبد الرزاق نقد مرويات تفسير الآية (٦٤) من سورة النساء.
٤ - أما تفسير ابن مردويه فنقد ما رواه في تفسير الآية (٢٦١) من سورة البقرة.
٥ - وأما تفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فنقد مرويات تفسير الآية (٢٠٥) من سورة الأعراف.
يتبين من مراجعة هذه المواضع وغيرها أن موقف ابن كثير مما ينقل هو موقف العالم المدقق الناقد الذي لا يقبل رأيًا غريبًا، أو خبرًا عجيبًا، أو رواية إسرائيلية، بل يهاجمها وينقدها ويبين بطلانها، وتلك الأمثلة التي أشرنا إلى مواضعها هي قُلَّ من كُثير، وفيها ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع، وهو شهيد، والله أعلم.