يقول تعالى مخبرًا عن الأمم الماضين، وما حل بهم من العذاب والنكال؛ في [٣] مخالفة الرسل والتكذيب بالحق، فقال: ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ﴾، أي: خبرهم وما كان من أمرهم، ﴿فَذَاقُوا وَبَال أَمْرِهِمْ﴾، أي: وخيم تكذيبهم ورديء أفعالهم، وهو ما حل بهم في الدنيا من العقوبة والخزي، ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾، أي: في الدار الآخرة مضاف إلى هذا [٤] الدنيوي. ثم علل ذلك فقال: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ﴾، أي: بالحجج والدلائل والبراهن، ﴿فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا﴾، أي: استبعدوا أن تكون الرسالة في البشر، وأن يكون هداهم على يدي بشر مثلهم، ﴿فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا﴾، أي: كذبوا بالحق ونكلوا عن العمل، ﴿وَاسْتَغْنَى اللَّهُ﴾، أي: عنهم، ﴿وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾.
= وقد أخرج الحديث الطبراني في الأوسط (٢/ ٢١٢) (١٧٦٣) من طريق الوليد بن الوليد بهذا الإسناد لكن الذي فيه: "خمس آيات من فاتحة الكتاب". وبهذا اللفظ الأخير ذكره الهيثمي في المجمع (٦/ ٣١٤)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الوليد بن الوليد، وثقه أبو حاتم وابن حبان وتركه جماعة، وبقية رجاله ثقات.