الدنيا وما فيها، اقرءوا إن شئتم: ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾.
وقال:"هذا حديث ثابت في الصحيحين من غير هذا الوجه، بدون هذه الزيادة. يعني قوله: "اقرءوا إن شئتم … " وهذا اللفظ إنما أخرجه البخاري (٢٨٩٢) بإسناده إلى سهل بن سعد الساعدي مرفوعًا: "رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها" واقتصر مسلم في صحيحه حديث (١٣)(١٨٨١) على إخراج الجزء الثالث من الحديث دون الأولين.
٢ - ومنه أيضًا أنه ذكر حديثًا - (سورة آل عمران / آية ١٦٩) - برواية الإمام أحمد: ثنا عبد الصمد، ثنا حماد، ثنا ثابت، عن أنس مرفوعًا: "ما من نفس تموت لها عند الله خير … " الحديث وقال: تفرد به مسلم من طريق حماد.
وهذا إنما أخرجه مسلم من طريق، حميد وقتادة، عن أنس، ولم يخرجه مسلم من طريق ثابت، عن أنس، ومن المحتمل أن يكون الناسخ أو غيره تصرف في هذه العبارة وأصلها: تفرد به أحمد من طريق حماد. والله أعلم
٣ - ومنه قوله في (سورة آل عمران / آية ١٨٧): كما جاء في الصحيحين عن النبي ﷺ: "من ادعى دعوة كاذبة ليتكثر بها، لم يزده الله إلا قلة".
وهذا إنما هو جزء من حديث رواه مسلم (١٧٦)(١١٠) من مسند ثابت، عن الضحاك، وأصله عند البخاري (١٣٦٣) دون هذه اللفظة، وقد أفاد أبو الفضل ابن حجر في "الفتح" (١١/ ٥٣٨): أنها من زيادات مسلم.
٤ - قوله في (سورة النساء / آية ٣١): "وفي الصحيح شاهد لمعناه - وهو حديث أنس:"شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" وهو قوله ﷺ بعد ذكر الشفاعة: "أترونها للمؤمنين المتقين؟ لا، ولكنها للخاطئين المتلوثين".
وهذا لا يوجد في أي من الصحيحين وإنما رواه ابن ماجة (٤٣١١) فحسب من بين أصحاب الكتب الستة.
هذا وقد بدا لي أن يكون ابن كثير يعني بقوله:"وفي الصحيح" أي: وفي الحديث الصحيح لأن مثل هذا ورد كثيرًا فيستبعد أن يكرر مثل هذا الوهم منه. والله أعلم. ومع هذا فإن الحديث مُعَلٍّ بالاضطراب كما تراه محققًا في الموضع المذكور.