للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد قيل: إن يعقوب لما قال لبنيه ﴿قَال سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ﴾ أنَّه أخرهم إلى وقت السحر.

وثبت في الصحيحين (٦٢) وغيرهما من المسانيد والسنن من غير وجه، عن جماعة من الصحابة أن رسول الله، ، قال: "ينزل الله في كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر [١] فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ ". الحديث. وقد أفرد الحافظ أَبو الحسن الدارقطني في ذلك جزءًا على حدة، فرواه من طرق متعدِّدة.

وفي الصحيحين (٦٣) عن عائشة، ، قالت: من كل الليل قد أوتر رسول الله من أوله وأوسطه وآخره، فانتهى وتره إلى السحر.

وكان عبد الله بن عمر يصلي من الليل ثم يقول: يا نافع هل جاء السحر؟ فإذا قال: نعم.

أقبل على الدعاء والاستغفار حتَّى يصبح. رواه ابن أبي حاتم (٦٤).

وقال ابن جرير (٦٥): حدَّثنا ابن وكيع، حدَّثنا أبي، عن حريث بن أبي مطر، عن إبراهيم بن


(٦٢) - أخرجه البخاري في كتاب التهجد، باب: الدعاء والصلاة في آخر الليل، حديث (١١٤٥)، وأطرافه (٦٣٢١)، و (٧٤٩٤). ومسلم في "صحيحه" كتاب صلاة المسافرين، حديث (٧٥٨)، ومالك في "الموطأ" كتاب القرآن، باب: ما جاء في الدعاء، حديث (٣٠) وأَبو داود في "سننه" كتاب الصلاة، باب: أي الليل أفضل؟ حديث (١٣١٥). وأخرجه النَّسائي في "عمل اليوم والليلة" (٤٨٠) وابن ماجة، كتاب: الإقامة، باب: ما جاء في أي ساعات الليل أفضل حديث (١٣٦٦)، وأحمد في مسنده (٢/ ٤٨٧) (٢/ ٢٦٧)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص (١٢٧ - ١٢٨)، وابن أبي عاصم في "السنة" (١/ ٢١٧) رقم (٤٩٢) والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (١/ ٤١٤)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ٣)، وفي "الأسماء والصفات" (ص ٤٤٩). وابن حبان في صحيحه (٣/ ١٩٩ - ٢٠٠ - الإحسان) رقم (٩٢٠) كلهم من حديث أبي هريرة.
وقد ورد عن جماعة من الصحابة كما ذكر المصنف.
(٦٣) - أخرجه البخاري في "صحيحه" كتاب الوتر، باب: ساعات الوتر، حديث (٩٩٦)، ومسلم في "صحيحه" كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ١٣٦، ١٣٨ - (٧٤٥).
(٦٤) - رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٢/ ١٤٥) رقم (٢٤٥). وفي إسناده سليمان: بن موسى الأموي صدوق فقيه، في حديثه بعض لين. وأخرجه الطبري في تفسيره (٦/ ٢٦٦) رقم (٦٧٥٦).
(٦٥) - رواه ابن جرير في تفسيره (٦/ ٢٦٦) رقم (٦٧٥٥). وفيه "حريث بن أبي مطر عمرو الفزاري، أَبو عمرو الحناط"، ضعفه غير واحد - قال ابن معين: لا شيء، وقال عمرو بن علي: ضعيف الحديث. وقال أَبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم =