للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عتبة، عن ابن عباس؛ أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر. قال أبو عبيد: يعني: أنه كان يستشهد به على التفسير.

حدثنا هُشَيْم عن أبي بشر، عن سعيد أو مجاهد، عن ابن عباس في قوله: ﴿وَاللَّيلِ وَمَا وَسَقَ﴾ (١٤٠)، قال: ما جمع، وأنشد:

قد اتَّسقْنَ لو يجدْنَ سائقا (١٤١)

حدثنا هشيم، أنبأنا حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس في قول: ﴿فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (١٤)(١٤٢) قال: الأرض، قال: وقال ابن عباس: قال أمية بن أبي الصلتَ:

عندهم لحم بحرٍ ولحم ساهرة (١٤٣)

حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان، عن إبراهِيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كنت لا أدري ما ﴿فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ (١٤٤)، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها. يقول: أنا ابتدأتها (١٤٥). إسناد جيد أيضًا.

وقال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري، ، بعد ما أورد طرفًا مما تقدم: وصح وثبت أن الذي نزل به القرآن من ألسن العرب البعض منها دون الجميع، إذ كان معلوما أن ألسنتها ولغاتها أكثر من سبع بما يعجز عن إحصائه ثم قال: وما برهانك على ما قلته دون أن يكون معناه ما قاله مخالفوك، من أنه نزل بأمر وزجر، وترغيب وترهيب، وقصص ومثل، ونحو ذلك من الأقوال فقد علمت قائل ذلك من سلف الأمة وخيار الأئمة؟ قيل له: إن الذين قالوا ذلك لم يدعوا أن تأويل الأخبار التي تقدم ذكرها، هو ما زعمت أنهم قالوه في الأحرف السبعة، التي نزل بها القرآن دون غيره فيكون ذلك لقولنا مخالفا، وإنما أخبروا أن القرآن نزل على سبعة أحرف، يعنون بذلك أنه نزل على سبعة أوجه، والذي قالوا من ذلك كما قالوا، وقد روينا بمثل الذي قالوا من ذلك عن رسول الله وعن جماعة من الصحابة، من أنه نزل من سبعة أبواب الجنة، كما تقدم -يعني كما تقدم في رواية عن أبيّ بن كعب وعبد الله بن


(١٤٠) -[الانشقاق: ١٧].
(١٤١) - فضائل القرآن (ص ٣٤٣)، وابن جرير (٣٠/ ٧٦).
(١٤٢) -[النازعات: ١٤].
(١٤٣) - فضائل القرآن (ص ٣٤٤)
(١٤٤) -[فاطر: ١].
(١٤٥) - فضائل القرآن (ص ٣٤٥)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٥/ ٢٤٤) لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن المنذر والبيهقي في الشعب.