للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة، وهذا الحديث متفق عليه (١٨٣)، وقد تقدم الكلام عليه في أول الصحيح وما فيه من الحكم والفوائد، والله أعلم.

ثم قال: حدثنا خالد بن يزيد، حدثنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: كان يعرض على النبي القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه.

ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجة من غير وجه عن أبي بكر -وهو ابن عياش- عن أبي حصين، واسمه عثمان بن عاصم، به (١٨٤).

والمراد من معارضته له بالقرآن كل سنة: مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى، ليبقى ما بقي، ويذهب ما نسخ توكيدًا، أو استثباتًا وحفظًا؛ ولهذا عرضه في السنة الأخيرة من عمره، ، اقتراب أجله على جبريل مرتين، وعارضه به جبريل كذلك؛ ولهذا فهم، ، اقتراب أجله. وعثمان، ، جمع المصحف الإمام على العرضة الأخيرة وأرضاه، وخصّ بذلك رمضان من بين الشهور؛ لأن ابتداء الإيحاء كان فيه؛ ولهذا يستحب دراسة القرآن وتكراره فيه، ومن ثم كثر اجتهاد الأئمة فيه في تلاوة القرآن، كما تقدم ذكرنا لذلك.


(١٨٣) - البخاري في فضائل القرآن برقم (٤٩٩٧)، ومسلم في الفضائل برقم ٥٠ - (٢٣٠٨).
(١٨٤) - البخاري في فضائل القرآن برقم (٤٩٩٨)، وفي الاعتكاف، باب: الاعتكاف في العشر الأوسط (٢٠٤٤)، وأبو داود في الصوم، باب: أن يكون الاعتكاف برقم (٢٤٦٦)، والنسائي في الكبرى برقم (٧٩٩٢)، وابن ماجة في الصوم، باب: الاعتكاف برقم (١٧٦٩).