للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قال أبو عبيد: قوله: "تغنوه": يعني: اجعلوه غناءكم من الفقر، ولا تعدوا الإقلال معه فقرًا. وقوله: "وتَقَنَّوه"، يقول: اقتنوه، كما تقتنون الأموال واجعلوه مالكم.

وقال أبو عبيد: حدثني هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي، حدثني إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن فضالة بن عبيد، عن النبي قال: "لله أشد أذَنًا [١] إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته" (٢٤٠).

قال أبو عبيد: هذا الحديث بعضهم يزيد في إسناده يقول: عن إسماعيل بن عبيد الله، عن مولى فضالة عن فضالة وهكذا رواه ابن ماجة، عن راشد بن سعيد بن أبي راشد، عن الوليد، عن الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن ميسرة مولى فضالة، عن فضالة، عن النبي : "لله أشد أَذَنًا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب القينة إلى قينته" (٢٤١). قال أبو عبيد: يعني: الاستماع. وقوله في الحديث الآخر: "ما أذن الله لشيء" أي: ما استمع.

وقال أبو القاسم البغوي: حدثنا محمد بن حميد، حدثنا سلمة بن الفضل، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، عن ابن أبي مُلَيكة، حدثنا القاسم بن محمد، حدثنا السائب قال: قال لي سعد: يا بن أخي، هل قرأت القرآن؟ قلت: نعم. قال: غن به، فإني سمعت رسول الله يقول: "غنوا بالقرآن، ليس منا من لم يغن بالقرآن، وابكوا، فإن لم تقدووا على البكاء فتباكوا" (٢٤٢).

وقد روى أبو داود من حديث الليث وعمرو بن دينار كلاهما عن عبد الله بن أبي مُلَيكة، عن عبد الله بن أبي نَهِيك، عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله : "ليس منا من لم يكن بالقرآن" (٢٤٣).

ورواه ابن ماجة من حديث ابن أبي مليكة، عن عبد الرحمن بن السائب، عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله : "إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه


(٢٤٠) - فضائل القرآن (ص ١٦١ - ١٦٢).
(٢٤١) - تقدم (١٩٥).
(٢٤٢) - وفي إسناده محمد بن حميد الرازي وهو متروك.
(٢٤٣) - إسناده صحيح، والحديث رواه أبو داود في كتاب الصلاة، باب: استحباب الترتيل في القرآن برقم (١٤٦٩، ١٤٧٠)، ورواه أحمد (١٤٧٦).