لما رأوا يوم القيامة أن اللَّه لا يغفر إلا لأهل الإِسلام [١]، ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره، ويغفر الذنوب ولا يغفر شركا، جحد المشركون، فقالوا: ﴿واللَّه ربنا ما كنا مشركين﴾ رجاء أن يغفر لهم، فختم اللَّه على أفواههم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، فعند ذلك ﴿يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (٤٢)﴾.
وقال جوبير، عن الضحاك: إن نافع بن الأزرق أتى ابن عباس، فقال: يا ابن عباس قول اللَّه تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (٤٢)﴾ وقوله: ﴿واللَّه ربنا ما كنا مشركين﴾ فقال له ابن عباس: إني أحسبك قمت من عند أصحابك، فقلت ألقي على ابن عباس متشابه القرآن، فإذا رجعت إليهم فأخبرهم أن اللَّه تعالى يجمع [٢] الناس يوم القيامة في بقيع واحد، فيقول المشركون: إن اللَّه لا يقبل من أحد شيئًا إلا ممن وحده. فيقولون: تعالوا نقل. فيسألهم، فيقولون: ﴿واللَّه ربنا ما كنا مشركين﴾ قال: فيختم اللَّه [٣] على أفواههم ويستنطق [٤] جوارحهم، فتشهد عليهم جوارحهم أنهم كانوا مشركين. فعند ذلك يتمنون [٥] لو أن الأرض سويت بهم ﴿وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا﴾ رواه ابن جرير (٤٤٣)[٦].
ينهى ﵎ عباده المؤمنين عن فعل الصلاة في حال السكر الذي لا يدري معه المصلي ما يقول، وعن قربان [محالها التي][٧] هي المساجد للجنب، إلا أن يكون مجتازًا من باب إلى