للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثنا يعقوب بن إبراهيم، عن ليث بن أبي سليم، عن عثمان بن عمير، عن زاذان، عن عابس الغفاري، عن النبي مثل ذلك أو نحوه (٢٦٣).

وحدثنا يعقوب بن إبراهيم، عن الأعمش، عن رجل، عن أنس بن مالك: أنه سمع رجلًا يقرأ القرآن بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك ونهى عنه (٢٦٤).

هذه طرق حسنة في باب الترهيب، وهذا يدل على أنه محذور كبير، وهو قراءة القرآن بالألحان التي يسلك بها مذاهب الغناء، وقد نص الأئمة، ، على النهي عنه، فأما إن خرج به إلى التمطيط الفاحش الذي يزيد بسببه حرفا أو ينقص حرفا، فقد اتفق العلماء على تحريمه، والله أعلم.

وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا محمَّد بن معمر، حدثنا روح، حدثنا عبيد الله بن الأخنس، عن ابن أبيِ مُلَيكة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله : "ليس منا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن" (٢٦٥).

ثم قال: وإنما ذكرناه لأنهم اختلفوا على ابن أبي مليكة فيه، فرواه ابن عبد الجبار بن الورد عنه عن أبي لبابة، ورواه عمرو بن دينار والليث عنه عن ابن أبي نَهِيك عن سعد، ورواه عِسْلُ بن سفيان عنه، عن عائشة (٢٦٦).


(٢٦٣) - فضائل القرآن (ص ١٦٦)، والبخاري في تاريخه (٤/ ١ / ٨)، والبيهقي (٢٤٠٩)، والطبراني (١٨/ ٥٨ - ٥٩)، وفي الأوسط (٦٨٩)، ورواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (٢٧٧)، وقال الهيثمي (٥/ ٢٤٥) ورجاله رجال الصحيح.
(٢٦٤) - فضائل القرآن (ص ١٦٦ - ١٦٧)، ورواه الدارمي (٢/ ٣٤٠)، وابن نصر في قيام الليل (٢٣٧).
(٢٦٥) - مختصر زوائد البزار برقم (١٥٧٤)، وكشف الأستار (٢٣٣٢)، وأخرجه الطبراني في الكبير ١١٢٣٩ - (١١/ ١٢١)، والبخاري في التاريخ الكبير (٣/ ١ / ٤٠١) معلقًا، ووصله الحاكم (١/ ٥٧٠)، والقضاعي في مسند الشهاب (١٢٠٠)، وقال البزار: إنما ذكرنا هذا لنبين الاختلاف على ابن أبي مليكة فيه، فرواه عمرو بن دينار والليث عنه، عن ابن أبي نهيك، عن سعد. ورواه نافع بن عمر، عنه، عن ابن الزبير، ورواه عسل عنه، عن عائشة، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ١٧٠) وقال: رواه البزار والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح.
(٢٦٦) - مختصر زوائد البزار برقم (١٥٧٥، ١٥٧٦)، وكشف الأستار (٢٣٣٤)، ورواه البخاري في تاريخه (٣/ ١ / ٤٠١)، وأبو يعلى (٨/ ٤٧٥٥)، وابن عدي (٥/ ٢٠١٢)، والحاكم في المستدرك (١/ ٥٧٠) وقال الحاكم: "إسناده شاذ". وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ١٧٠) وقال: فيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف. وأورده في (٢/ ٢٦٧) وقال: فيه عسل بن سفيان، وثقه ابن حبان، وقال: يخطئ ويخالف، وضعفه جمهور الأئمة وقال البزار: لا نعلم أسند شعبة عن عسل إلا هذا، ولا رواه عن شعبة إلا معاذ بن معاذ وروح.