للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النبي قال: "تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تَفصيًّا من الإبل في عقلها" وهكذا رواه مسلم عن أبي كريب محمد بن العلاء وعبد اللَّه بن برادٍ الأشعري، كلاهما عن أبي أسامة حماد بن أسامة، به (٣٠٥).

وقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا موسى بن علي: سمعت أبي يقول: سمعت عقبة بن عامر يقول: قال رسول الله : "تعلموا كتاب الله، وتعاهدوه وتغنوا به، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفلتا من المخاض في العقل" (٣٠٦).

ومضمون هذه الأحاديث الترغيب في كثرة تلاوة القرآن واستذكاره وتعاهده؛ لئلا يعرضه حافظه للنسيان، فإن ذلك خطر كبير، نسأل اللَّه العافية منه، فإنه قال الإمام أحمد:

حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عيسى بن فائد، عن رجل، عن سعد بن عبادة قال: قال رسول الله : "ما من أمير عشرة إلا ويؤتى به يوم القيامة مغلولًا لا يفكه من ذلك الغل إلا العدل، وما من رجل قرأ القرآن فنسيه إلا لقي الله يوم القيامة [١] يلقاه وهو أجذم" (٣٠٧).


(٣٠٥) - البخاري في فضائل القرآن، باب: استذكار القرآن وتعاهده برقم (٥٠٣٣)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها برقم ٢٣١ - (٧٩١).
(٣٠٦) - المسند ١٧٣٦٥ - (٤/ ١٤٦)، ورواه النسائي في الكبرى ٨٠٤٩ - (٥/ ٢١)، وأخرجه الدارمي (٢/ ٤٣٩) كتاب فضائل القرآن، باب: في تعاهد القرآن، حديث (٣٣٥١)، وأبو يعلى في مسنده (٣/ ٢٨١)، وابن أبي شيبة (١٠/ ٤٧٧) حديث (١٠٠٤٠)، وابن نصر (١٤٠)، وابن حبان (١٧٨٨)، والفريابي (١٦٢، ١٦٣)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٨٠١)، والبيهقي في الشعب (١٨١٩ هـ) وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ١٦٩): رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: "لهو أشد تفصيًا من المخاض في العقل". ورجال أحمد رجال الصحيح، ا هـ. وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (٢٩٦١).
(٣٠٧) - عيسى بن فائد: قال الذهبي في الميزان: لا يدرى من هو، عن سعد بن عبادة .. ، فذكر الحديث وقال: رواه ابن إدريس، عن يزيد بن أبي زياد، فأدخلوا رجلًا بين ابن فائد وبين سعد، وقيل غير ذلك. (الميزان ٣/ ٣١٩) وقال ابن عبد البر: هذا إسناد رديء في هذا المعنى، وعيسى بن فائد لم يسمع من سعد بن عبادة ولا أدركه وقال ابن المديني: مجهول- لم يرو عنه غير يزيد بن أبي زياد (التهذيب ٨/ ٢٢٧). والحديث في المسند رقم ٢٢٥٦٤، ٢٢٥٥٧ - (٥/ ٢٨٥، ٢٨٤). وأخرج طرفه الأول وهو "ما من أمير عشرة إلا … إلخ". البزار كما في كشف الأستار (٢/ ٢٥٤ / رقم: ١٦٤٢). والطبراني في الكبير (٦/ ٢٢، ٢٣ / رقم: ٥٣٨٨، ٥٣٨٩). من طرق عن يزيد بن أبي زياد به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/ ٢٠٥) وعزاه لأحمد والبزار والطبراني وقال: "وفيه رجل لم يسم، وبقية أحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح".