للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فرجعت، ولوددت أني خرجت من بعض مالي، ولم أكلم رسول الله، ، في ذلك، فأتاني عمي رفاعة [١] فقال: يا أبن أخى، ما صنعت؟ فأخبرته بما قال لي [٢] رسول الله، ، فقال: الله المستعان، فلم نلبث أن نزل القرآن ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾ يعني [٣]: بني أبيرق ﴿وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ﴾ أي [٤]: مما قلت لقتادة ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (١٠٦) وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (١٠٧) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ﴾ - إلى قوله - ﴿رَحِيمًا﴾ أي: لو استغفروا الله لغفر لهم ﴿وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ﴾ إلى قوله: ﴿وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ قولهم للبيد ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ﴾ إلى قوله: ﴿فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾.

فلما نزل القرآن أتى رسول الله، صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، بالسلاح فردّه إلى رفاعة.

قال قتادة: لما أتيت عمي بالسلاح، وكان شيخًا قد عشا أو عسا [٥]- الشك من أبي عيسى (*) - في الجاهلية، و كنت أرى إسلامه مدخولًا، فلما أتيته بالسلاح قال: يا ابن أخي، هو [٦] في سبيل الله، فعرفت أن إسلامه كان صحيحًا، فلما نزل القرآن لحق بشير بالمشركين، فنزل على سلافة بنت سعد بن سمية، فأنزل الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (١١٥) إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ فلما نزل على سلافة [بنت سعد] [٧] رماها حسان بن ثابت، [بأبيات من] [٨] شعر [٩] فأخذت رحله فوضعته [١٠] على رأسها، ثم خرجت به فرمته [١١] في الأبطح، ثم قالت: أهديت لي شعر حسان، ما كنت تأتيني بخير. لفظ الترمذي.


[١]- سقط من: ز، خ.
[٢]- سقط من: ز.
[٣]- سقط من: ز.
[٤]- سقط من: ز.
[٥]- عسا (بالسين المهملة): أي كير وأسنَّ، من عسا القضيب إذا يبس، وبالمعجمة: أي: قلَّ بصره وضعف.
[٦]- في ز: "هي".
[٧]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز.
[٨]- ما بين المعكوفتين في ز: "في"، وسقط من: خ.
[٩]- في خ: "بشعر".
[١٠]- في ز: "وضعته".
[١١]- في ز: "فرمت به".