للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٩٠٧).

وقوله: ﴿إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا﴾ أي: إن تظهروا أيها الناس خيرًا أو أخفيتموه أو عفوتم عمن أساء إليكم فإن ذلك مما يقرّبكم عند الله، ويجزل ثوابكم لديه، فإن من صفاته تعالى أنَّه [١] يعفو عن عباده مع قدرته على عقابهم، ولهذا قال: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا﴾، ولهذا ورد في الأثر أن حملة العرش يسبحون الله، فيقول بعضهم: سبحانك على حلمك بعد علمك. ويقول بعضهم: سبحانك على عفوك بعد قدرتك. وفي الحديث الصحيح (٩٠٨): " ما نقص مال من صدقة، وما [٢] زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، ومن تواضع لله رفعه الله".

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١٥٠) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (١٥١) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾

يتوعد الكافرين به وبرسله من اليهود والنصارى، حيث فرّقوا بين الله ورسله في الإِيمان، فآمنوا ببعض الأنبياء وكفروا ببعض، بمجرد التشهي والعادة وما ألفوا عليه آباءهم، لا عن دليل قادهم إلى ذلك، فإنَّه لا سبيل لهم إلى ذلك، بل بمجرد الهوى والعصبية، فاليهود عليهم لعائن الله آمنوا بالأنبياء إلا عيسى ومحمد - عليهما الصلاة السلام - والنصارى آمنوا بالأنبياء


(٩٠٧) - رواه على بن الجعد - ومن طريقه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (٣٢٥) والذهبى في "حق الجار" (٧) معلقًا - أخبرنى سلام بن مسكين نا شهر بن حوشب عن محمَّد بن يوسف بن عبد الله بن سلام أن رجلًا أتى النبي فقال:. . . الحديث، وشهر بن حوشب ضعيف، وهذا منقطع، وقد رواه على بن أبي بكر الإسْفَذْنى عن سلَّام عن شهر فقال: عن محمَّد بن يوسف عن عبد الله بن سلام موصولاً، لكن الإسفذنى هذا يخطئ، وابن الجعد أضبط منه، وعلى كل ففى إسناده شهر، وهو ضعيف، ويغنى عنه حديث أبى هريرة السابق، والله الموفق،.
(٩٠٨) - رواه مسلم، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: استحباب العفو والتواضع (٦٩) (٢٥٨٨) من حديث أبى هريرة.